// مخبر شحرور للتحاليل الطبية

مشاهدة المزيد

السكري

أصبح مرض السكري وباء العصر، والإصابات به في تزايد مستمر. فوفقاً للاتحاد الدولي للسكري، هناك اليوم 371 مليون مصاباً بالسكري حول العالم، مقارنة بـ30 مليونا في 1985.

تتكاتف المؤسسات الصحية للتصدي لانتشار المرض الذي يصيب مئات الملايين حول العالم وبحلول عام 2030، سيكون هناك أكثر من نصف مليار مصاب بالسكري.بالنسبة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن واحداً من كل 9 أفراد مصاب بالسكري، وأكثر من نصف المرضى المصابين بالسكري لا يعلمون بأنهم مصابون به.

 "الخمول والأكل غير الصحي من أبرز أسباب السكري". وليس بالضرورة أن تتقيد حياة مريض السكري. فمرض السكري هو رفيق دائم إذا اعتنى الشخص بنفسه بشكل جيد، من خلال ممارسة الرياضة والالتزام بنظام غذائي صحي. فلنتعرف معاً على هذا المرض عسى أن تمنع هذه المعرفة من سرعة انتشاره وتقلل من خطره:

ما هو السكري؟

السكري مرض مزمن من أثاره ارتفاع مستوى السكر في الدم عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين -التي تنظم مستوى السكر في الدم- بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال. وهو يؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في الكثير من أعضاء الجسد، وبخاصة في الأعصاب والأوعية الدموية.

السكري من النمط 1

من السمات التي تطبع هذا النمط (الذي كان يُعرف سابقاً باسم السكري المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة الطفولة) قلّة إنتاج مادة الأنسولين. ويقتضي هذا النمط تعاطي الأنسولين يومياً. لا يُعرف سبب مرض السكري من النمط 1، ولا يمكن الوقاية منه حسب المعرفة العلمية الحالية.

من أعراض هذا المرض فرط التبوّل، والشعور بالعطش، والشعور المتواصل بالجوع، وفقدان الوزن، وتغيّر حاسة البصر، والشعور بالتعب. ويمكن أن تظهر هذه الأعراض فجأة.

السكري من النمط 2

يحدث هذا النمط (الذي كان يُسمى سابقاً السكري غير المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة) بسبب استخدام الجسم لمادة الأنسولين بشكل غير فعال. والجدير بالذكر أنّ 90% من حالات السكري المسجّلة في شتى أرجاء العالم هي حالات من النمط 2، الذي يظهر أساساً جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني.

قد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، غير أنّها لا تظهر بشكل جليّ في كثير من الأحيان. وعليه قد يُشخّص المرض بعد مرور عدة أعوام على ظهور الأعراض، أي بعد ظهور المضاعفات.

لم يكن يُسجّل هذا النمط من السكري، حتى وقت قريب، سوى لدى البالغين. غير أنّه بدأ يطال الأطفال السمان أيضاً.

السكري الحملي

وهو ارتفاع مستوى السكر في الدم، الذي يُتفطّن إليه بادئ الأمر خلال فترة الحمل.

تطابق أعراض السكري الحملي أعراض النمط 2. ويُشخّص السكري الحملي، في أغلب الأحيان، عن طريق الفحوص السابقة للولادة، وليس جرّاء الإبلاغ عن أعراضه.

اختلال تحمّل الغلوكوز واختال الغلوكوز مع الصيام

ويمثّل اختلال تحمّل الغلوكوز واختال الغلوكوز مع الصيام مرحلتين وسيطتين في عملية الانتقال من الحالة الطبيعية إلى الإصابة بالسكري. والأشخاص الذين يعانون من هاذين الاختلالين معرّضون بشدة للإصابة بالسكري من النمط 2، مع أنّ ذلك ليس بقدر محتوم.

ما هي الآثار الشائعة التي تنجم عن السكري؟

يمكن أن يتسبّب السكري، مع مرور الوقت، في إلحاق أضرار بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكليتين والأعصاب.

  • يزيد السكري من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. فالأمراض القلبية الوعائية (أمراض القلب والسكتة الدماغية بالدرجة الأولى) تتسبّب في وفاة 50% من المصابين بالسكري.

  • يزيد الاعتلال العصبي الذي يصيب القدمين، هو وضعف جريان الدم، إلى زيادة فرص الإصابة بقرحات القدموإلى بتر الأطراف في نهاية المطاف.

  • اعتلال الشبكية السكري: هو من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى العمى، وهو يحدث نتيجة تراكم طويل المدى للأضرار التي تلحق بالأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الشبكية. وبعد التعايش مع السكري لمدة 15 عاماً يُصاب نحو 2% من المرضى بالعمى ويُصاب حوالي 10% بحالات وخيمة من ضعف البصر.

  • السكري من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الفشل الكلوي. ويتسبّب هذا الفشل في وفاة 10 إلى 20% من المصابين بالسكري.

  • الاعتلال العصبي السكري: هو ضرر يصيب الأعصاب بسبب السكري، ويطال نحو 50% من المصابين بهذا المرض. وعلى الرغم من تعدّد المشاكل التي قد تحدث جرّاء الاعتلال العصبي السكرين فإنّ الأعراض الشائعة هي نخز أو ألم أو نمَل أو ضعف في القدمين أو اليدين.

  • إنّ المصابين بالسكري معرّضون لخطر الوفاة بنسبة لا تقلّ عن الضعف مقارنة بغير المصابين به.